الخطاب الدستوري السنوي لرئيس الجمهورية صوماليلاند السيد/ عبدالرحمن محمد عبدالله عيرو

ايها السيدات والسادة

حتراماً لبرلمان جمهورية صوماليلاندالموقر، وتنفيذاً لواجبي الدستوري في إطلاعكم على الوضع العام في البلاد، وخطة الرحلة التي نسير فيها إلى الأمام

أبدأ بالدعاء واستذكار كل الأبطال الذين خدموا الوطن خلال المراحل المتعاقبة التي مر بها

والأبطال الذين يرتدون الزي العسكري الآن لتعزيز السلام وحماية قوة الأمة التي نتمتع بها.

وأؤكد مجددا على التزام جمهورية صوماليلاند بجنسيتها ووحدتها غير القابلة للتفاوض وسلامة أراضيها وهويتها الوطنية وسلامة تاريخها وتقاليدها وثقافتها

الحالة العامة للوطن

سيدي رئيس البرلمان، إن أمتنا تمر بمرحلة مهمة بشكل خاص. مرحلة يجب علينا فيها تحديد الاتجاه الذي نتحرك نحوه في المستقبلإننا نتعافى من ظروفا صعبة نواجهها ناجمة عن عن ضغوط الأزمة الاقتصادية التي استمرت على مدى السنوات الثلاث الماضية، وضعف الأمن الوطني والوحدة، وتراجع ديمقراطيتنا، والاضطرابات السياسية التي تسببت في تأجيل الانتخابات

لقد اتخذت حكومتي خلال المائة يوم الأولى من ولايتها خطوات استراتيجية مهمة لإعادة بناء ثقة المواطنين، وتعزيز أسس السلام، وتنفيذ التغييرات الموعودة التي وضعت الأمة ثقتها فيها

اليوم أصبح الأمن والسلامة العامة أقوى، والاقتصاد يشهد استقرارا ونشاطا مولدا للنمو. وتجري حالياً إصلاحات واسعة النطاق في النظام القضائي والإداري للمؤسسات الحكومية، كما تتوسع الخدمات العامة والشؤون الاجتماعية

 تم  ضخ طاقة ودماء جديدة في علاقاتنا مع العالم والتعاون الدولي.

والأهم من ذلك، تم استعادة الشراكة بين مختلف شرائح المواطنين، وأصبحوا أكثر مشاركة من أي وقت مضى في قيادة وصنع القرار بشأن مستقبل البلاد

ورغم كل ذلك، فإننا لا نزال نواجه تحديات لا يمكن الاستهانة بها.  لكي يتعافى الاقتصاد بشكل كامل، علينا أن نستغل مواردنا بشكل حقيقي. لا يزال هناك الكثير من العمل الذي يتعين القيام به لتعزيز السلام والوحدة

أداء الحكومة في مائة يوم1

1-الدفاع عن سيادة جمهورية صوماليلاند السلام والأمن هما أساس التنمية ودرع الحكومة. لقد تمكنت حكومتي “الوحدة والعمل” خلال المائة يوم الأولى من تنفيذ إجراءات مهمة

قمنا بتأميم الأسلحة و ودمج القوات المدنية وبدأنا بتدريبها والتي انضمت اليوم إلى قواتنا الوطنية 

لقد أجرينا إحصاءً وتسجيلًا شاملًا لجميع قواتنا، من أجل ضمان العدد الصحيح للقوات الوطنية المختلفة

وهذا هو المفتاح لبدء هذه الزيادة الواسعة في الأجور التي نقوم بها للجيش. اليوم يتقاضى الجندي راتبه مباشرة من الخزينة الوطنية

وسيحصل الجندي وعائلته على الرعاية والخدمات المجانية. ستعمل الحكومة على تحسين نظام الترقيات والمكافآت للعسكريين

لقد قدمنا ​​تدريبات جديدة لأكثر من 700 ضابط، وأرسلنا بعضهم إلى الخارج لتلقي تدريبات عالية المستوى

لقد أضفنا التكنولوجيا والمعرفة الحديثة إلى إدارة الهجرة وخفر السواحل، مما أدى إلى مضاعفة قدراتهم على تأمين حدودنا البحرية. كما قمنا بتعزيز مستوى الأمن في كافة المطارات في جمهورية صوماليلاند 

2. 2. الحوكمة الرشيدة والإصلاح القضائي
   

إن تعزيز الإدارة وتحسينها هو الأساس الذي تبنى عليه الحكم الرشيد. وبناء على هذه الرؤية، ومن أجل تعزيز قدرة عمل المكاتب الحكومية وجودة الخدمات التي تقدمها، قمنا خلال المائة يوم الأولى بإصلاح عمل المؤسسات الحكومية وتعزيز الشفافية والمساءلة 

لقد قامت الحكومة بإنشاء أو استكمال ومراجعة وتعديل الإطار القانوني للشفافية وسيادة القانون

وعلى نحو مماثل، تم استكمال السياسات والخطط الاستراتيجية التي ستشكل الأساس للإصلاح الإداري والحكم الرشيد

خلال هذه الفترة القصيرة من الزمن، نفذت الحكومة إصلاحات ضريبية وجمع الإيرادات الحكومية، وأزالت أي ثغرات من شأنها أن تقوض الحكم الرشيد للإيرادات الحكومية من أجل مكافحة الفساد. ارتفعت الإيرادات الحكومية في الربع الثاني من العام الجاري بنسبة 19%، مقارنة بالعامين السابقين

إن حكومتي ملتزمة بتعزيز سيادة القانون، وبأن يكون قادة الحكومة في طليعة إنفاذ القانون.

أطلقت الحكومة خطة للإصلاح القضائي لضمان العدالة والاستقلال والثقة العامة في النظام القانوني والقضائي في البلاد

3. 3. التنمية الاقتصادية:

سيدي رئيس البرلمان، حلال الفترة القصيرة التي تولت فيها حكومتي منصبها، اتخذت خطوات ملموسة كانت أساسية في إطلاق العنان للإمكانات الاقتصادية لجمهورية صوماليلاند

بدأنا في بناء وإعادة بناء الطرق الرئيسية، التي تعد الشرايين الرئيسية للثروة الحيوانية والزراعة، وتربط الأسواق المحلية والمدن والموانئ في البلاد

تم البدء في إنشاء سبعة (7) طرق هامة أو تم إصلاحها أو إكمال دراسات إنشائها. وتشمل هذه الطرق الطريق المهم الذي يربط  هرجيسا/بالي جوبادلي، وطريق بورما/باكي

كما أكملنا مرحلة تقييم بناء ميناء لوجهايا، مما يمهد الطريق لنا لجعله مركزًا تجاريًا كبيرًا في المستقبل

قررت الحكومة تخفيض سعر الكهرباء في مدينة بربرة ليصبح 0.20 دولار (عشرون سنتًا) للكيلوواط اعتبارًا من يوليو 2025، وسيكون أرخص سعر في مدن جمهورية صوماليلاند

تم تعزيز شبكة الكهرباء في مدينة زيلع  الساحلية ، الأمر الذي سيكون له تأثير مباشر على حياة الأسر في هذه المدينة الساحلية

تم الانتهاء من حفر 32 بئراً وسداً وبركة لتسهيل الحصول على مياه الشرب والري للثروة الحيوانية والزراعة للمواطنين في المناطق الجافة خاصة خلال فترات الجفاف

قدمنا ​​المساعدة الفنية والمعدات والتنظيم والتشجيع وبناء المعرفة للصيادين والمزارعين في البلاد

إن خطة تنفيذ الاستثمارات الأجنبية لتصنيع منتجاتنا من الثروة الحيوانية، بما في ذلك اللحوم، من أجل تصديرها إلى الأسواق العالمية، تسير على قدم وساق

4. الأنشطة الاقتصادية ذات الأولوية للحكومة 

وبناءً على هذا الأداء القصير الأجل، تركز الاستراتيجية الاقتصادية للحكومة على ثلاثة مجالات نعتقد أنها ستؤدي إلى زيادة الإنتاج المحلي ــ الناتج المحلي الإجمالي للبلاد والميزانية الوطنية.

1. المجال الأول: تعزيز إنتاج البلاد

الصيد: سنستكمل تحديث وتطوير البنية التحتية والمعرفة التقنية في مجال الصيد وتسويقها محلياً ودولياً

2.الثروة الحيوانية: سنواصل تعزيز الجهود الجارية لتنمية الثروة الحيوانية. – زيادة الرعاية الصحية والرعي لديهم، وزيادة تصدير الحيوانات الحية من خلال الاستثمار الأجنبي الذي سيقوم بمعالجة المنتجات الحيوانية محليا

لزراعة: لكي تصبح جمهورية صوماليلاند دولة مكتفية غذائياً، فإننا سنعمل على تعزيز التنمية الزراعية، وخاصة أنظمة الري، والرعاية الصحية الزراعية، والمعالجة الخفيفة للمنتجات الغذائية، وتعزيز السوق المحلية للمنتجات الزراعية

حصلت الحكومة على تمويل أجنبي لمشروعين لتحديث وتحسين الإنتاج الزراعي، بتمويل من مؤسسة فارو التي تستثمر 20 مليون دولار، والحكومة الألمانية التي تستثمر 22 مليون دولار

المعادن: المعادن هي واحدة من الموارد الرئيسية التي لا تزال لدينا.  وتخطط الحكومة لجذب الاستثمارات الأجنبية والمحلية لزيادة عمليات الاستكشاف والإنتاج والصادرات إلى الأسواق العالمية

2. 2. المجال الثاني: الدخل والتنوع الاقتصادي
   

الضرائب: تحديث نظام تحصيل الضرائب وتوسيع القاعدة الضريبية لتمويل التحسينات الأساسية في الخدمات الحكومية.

تمويل ريادة الأعمال: تشجيع الاستثمار في ريادة الأعمال بين المواطنين، وخاصة الشباب والنساء

ميناء بربرة: نحن ملتزمون بالاستفادة من توسيع وتحديث ميناء بربرة وتحسين جودة الخدمات التي يقدمها لتوسيع المناطق خارج الحدود التي يخدمها الميناء 

3.المجال الثالث: البنية التحتية والطاقة 

تواصل الحكومة بناء وتوسيع الطرق والموانئ والمطارات الاستراتيجية، حتى نتمكن من المشاركة في الأسواق الإقليمية

سنعمل أيضًا على تعزيز الطاقة الطبيعية، والسعي إلى تمويل الطاقة المولدة من الشمس والرياح والهيدروجين، لتوفير الكهرباء بأسعار معقولة للمواطنين والخدمات والتصنيع والصناعة. ويستثمر البنك الدولي 30 مليون دولار في مدينتي بربرة وبوراما للاستثمار في توليد الطاقة الشمسية

تشكل مشكلة تغير المناخ واحدة من أخطر التحديات التي تعوق الاقتصاد. تعد جمهورية صوماليلاند من بين البلدان التي تضررت بشدة من آثار تغير المناخ. وتقع على عاتقنا مسؤولية خاصة فيما يتصل برعاية البيئة، والسيطرة على نقص المياه والغذاء، ومنع المشاكل الشاملة الناجمة عن تغير المناخ

إن سياسة حكومتي هي حماية البيئة، ومكافحة إزالة الغابات، وزراعة ثلاثة (3) ملايين شجرة خلال فترة ولايتي، وهو ما يعادل زراعة 600 ألف شجرة سنويا. يصادف يوم 15 أبريل من كل عام اليوم الوطني لزراعة الأشجار في جمهورية أرض الصومال، وقد أطلقنا هذا الشهر حملة لزراعة 300 ألف شجرة.

 

5. 5. القضايا الاجتماعية والخدمة العامة:

نحن نؤمن بأن المواطنين يجب أن يحصلوا على خدمات متساوية من الحكومة

خلال المائة يوم الأولى، تمكنت حكومتي من تسريع الخدمات العامة. لقد قمنا بإعادة تفعيل سبعة وسبعين (77) عيادة صحية ومستشفى، أو قمنا بتجديد وتسريع خدماتها. وقد أدى ذلك إلى زيادة عدد الأمهات اللواتي يتم نقلهن إلى العيادات الصحية أثناء الولادة، وخاصة في المناطق البعيدة عن المرافق الصحية 

وعلى نحو مماثل، بدأنا بإصلاح نظام التعليم في البلاد. وتتضمن الخطوات المتخذة تحديث وتطوير المناهج الدراسية بحيث تتضمن دروساً مفيدة لبناء المجتمع، بما في ذلك بناء الوعي الوطني لدى الطلبة، والأخلاق والثقافة الحميدة، وحماية البيئة، ومكافحة التمييز

لقد ركزنا على تطوير الخطط الرامية إلى زيادة أعداد الفتيات المسجلات في المدارس (التعليم) وتقليص أعداد الطلاب الذين يتهربون من المدارس. لقد بدأنا أيضًا في تطوير منهج تعليمي للسجون لمنع تطور العادات الإجرامية وتشجيع السجناء على المساهمة في المجتمع والعمل بعد إطلاق سراحهم 

تمكنت الحكومة من توفير التعليم المجاني للدفعة الأولى من أيتام القوات المسلحة المختلفة في جمهورية صوماليلاند

ومن ناحية أخرى، بادرنا بإصلاحات في مجال العمل والخدمة المدنية، وإنشاء صندوق للتقاعد، وتعزيز البنية الأساسية التي تسهل العمل، بما في ذلك التكنولوجيا، التي تم تدريب أول 54 موظفاً عليها

6. 6. الشؤون الخارجية والتعاون الدولي

لقد بذلت حكومتي جهوداً كبيرة لإحياء العلاقات الدولية والصداقات التي كانت لجمهورية أرض الصومال مع مختلف أنحاء العالم. لقد عملنا على جعل صوت صوماليلاند مسموعًا في المحافل الدولية

إن سياستنا هي إقناع العالم بالاعتراف بصوماليلاند، وهو حق لنا قانونيا، وسوف نحافظ على صداقة دائمة ومفيدة للطرفين مع كل من يدعمنا

ويشرفنا خلال الفترة القصيرة من عمر هذه الحكومة أن نعقد لقاءات مثمرة مع قادة دولة في دولة الإمارات العربية المتحدة الصديقة

لقد قبلوا دعوتنا للاستثمار في بلدنا ومساعدتنا في إيجاد أسواق دولية جديدة لمنتجات جمهورية صوماليلاند. كما يشجع رجال الأعمال في بلادهم ويدعمون الاستثمار في جمهورية صوماليلاند، وخاصة في مجالات الثروة الحيوانية والزراعة ومصائد الأسماك والتعدين

وتعمل اللجان الفنية التي قمنا بتعيينها حاليًا على إكمال هذه المهمة

حكومة الإمارات العربية المتحدة ستساعدنا في البنية التحتية للصحة والتعليم والمياه والطرق

حضرنا المؤتمر الدولي السنوي للحكومات الذي عقد في دبي، بدعوة رسمية من حكومة دولة الإمارات العربية المتحدة. حضر المؤتمر أكثر من 140 دولة، بما في ذلك رؤساء الدول ورؤساء الوزراء ونواب الرؤساء والوزراء وقادة سابقين مشهورين وأكبر الشركات العالمية وأكبر المستثمرين في العالم

لقد ساهم هذا المؤتمر في تعزيز العلاقات الدولية لجمهورية صوماليلاندواستعادة ثقلنا الدبلوماسي في المحافل الدولية. وكانت هذه أيضًا فرصة لنا للقيام بجهود تسويقية كبيرة لمواردنا الطبيعية التي تتطلب استثمارات دولية. لقد وصلت رسالتنا من جمهورية صوماليلاند التي أرسلناها من ذلك المؤتمر إلى أكثر من 50 مليون شخص حول العالم

لقد أقمنا علاقات دبلوماسية هامة وشراكات مع دول مهمة يمكنها أن تدعمنا في قضيتنا. ومن بين هذه الدول الولايات المتحدة، التي عززنا منها جهودنا لتعزيز مصالح أرض الصومال، والمملكة المتحدة، التي تلقينا منها مساعدات أمنية وتعاونًا متعدد الأطراف

وقد أشادت بنا الدول المؤثرة في السياسة في منطقة القرن الأفريقي وأصحاب المصلحة الدوليين لجهودنا في التأميم وبناء السلام والمصالحة في المناطق الشرقية من جمهورية صوماليلاند

انني ابذل جهدا حثيثا لمنع الصراع الوطني بين شعبي، وهذا يوجهني للعمل جنبًا إلى جنب من أجل التنمية، ويدًا بيد لتعزيز السلام والأمن في بلدنا

وتسعى حكومة جمهورية صوماليلاند إلى تعزيز العلاقات التاريخية المبنية على حسن الجوار والأخوة والتعاون التي تربطنا مع دولتي إثيوبيا وجيبوتي، وتخطط لزيارات إلى تلك الدول

وقد تم توضيح موقف حكومة صوماليلاند من وصول رئيس وزراء الصومال إلى منطقة سول الشرقية في صوماليلاند في البيان الذي أصدرناه في الاجتماع السادس عشر لمجلس وزراء جمهورية صوماليلاند الذي ترأسته يوم الأربعاء الموافق 16 أبريل 2025، والذي علقت فيه جمهورية صوماليلاند الحوار مع الصومال

أبلغت حكومتي المجتمع الدولي أن وصول رئيس وزراء الصومال يعد انتهاكا لسيادة صوماليلاند وحرباً مفتوحة تشنها الصومال ضد جمهورية صوماليلاند بهدف تعطيل وتقويض جهود السلام والأخوة التي تبذلها جمهورية صوماليلاند بجهد كبير ونضال شاق. وحذرنا مرة أخرى من أن هذا الانتهاك قد يؤدي إلى اضطرابات مدنية سريعة

وتبلغ جمهورية صوماليلاندالدول المجاورة والمجتمع الدولي أنها ستواصل جهودها من أجل السلام والأخوة وحسن الجوار، ولكنها تذكرهم بأنها تمتلك القوة الكاملة للدفاع عن نفسها ضد أي عدوان